بصفتي مدير البرامج في مؤسسة مينتور العربية ومشرفًا سابقًا على البرامج في قطاع الشباب في الصليب الأحمر اللبناني، كان لدي الفرصة للعمل مع أفراد من خلفيات مختلفة، ومساعدتهم في استغلال إمكانياتهم الكاملة وتوجيههم نحو النمو الشخصي والمهني.

أحد الأدوات القيمة التي دمجتها في أسلوب المرافقة، خاصةً مع الموظفين الجدد، هو نموذج GROW. دعونا نستكشف بعمق أهمية نموذج GROW وكيف أثر بشكل إيجابي على تجاربي مع الموظفين في مراحل مختلفة من مساراتهم المهنية.

ما هو نموذج GROW؟

نموذج GROW، الذي يعني الهدف، الواقع، الخيارات، والإرادة، هو إطار تدريبي معترف به على نطاق واسع وفعال. تم تطوير هذا النموذج من قبل سير جون ويتمور، غراهام ألكسندر، وآلان فين، ويوفر هذا النموذج نهجًا منهجيًا للتدريب، يمكن من خلاله للأفراد تحديد وتحقيق أهدافهم.

انطوني ابي زيد في أحد التدريبات

الهدف: تحديد أهداف واضحة

الخطوة الأولى في نموذج GROW هي تحديد أهداف واضحة ومحددة. في تجربتي، تحديد الأهداف المحددة بشكل جيد أمر أساسي عند العمل مع الموظفين، خاصةً الموظفين الجدد. يساعدهم ذلك في الحصول على وضوح حول ما يرغبون في تحقيقه في أدوارهم، سواء كان ذلك نموًا شخصيًا أو تطوير مهارات أو تقدم مهني. من خلال إشراكهم في عملية تحديد الأهداف، تمنحهم القدرة على تحمل مسؤولية تحقيق تطلعاتهم.

الواقع: فحص الوضع الحالي

بعد تحديد الأهداف، من الضروري تقييم الواقع الحالي. في السياق المهني، يتضمن ذلك فهم التحديات والظروف الفريدة التي يواجهها الموظفون في أدوارهم، بغض النظر عن مستوى خبرتهم. تتيح هذه الخطوة للمرافقين توجيه الدعم والتوجيه بناءً على احتياجات الفرد وسياقه الخاص.

الخيارات: استكشاف الاحتمالات

بمجرد تحديد الأهداف والواقع الحالي، حان الوقت لاستكشاف الخيارات لتحقيق تلك الأهداف. في دوري، يعني ذلك غالبًا مساعدة الموظفين على تحديد مسارات متعددة نحو النجاح داخل المنظمة. من خلال تشجيع الإبداع والابتكار وتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تطوير مسارهم المهني. من خلال تعزيز الشعور بالسيطرة والاختيار، يتماشى نموذج GROW تمامًا مع مبادئ تمكين الموظفين.

الإرادة: التفاني والعمل

المرحلة الأخيرة في نموذج GROW تتعلق بالالتزام والعمل. بالنسبة للموظفين الجدد، على وجه الخصوص، من المهم أن نلهمهم لاتخاذ خطوات ملموسة نحو تطلعاتهم المهنية داخل المنظمة. من خلال غرس روح التصميم والمسؤولية، نمنحهم القدرة على التغلب على العقبات لتحقيق أهدافهم والاستمرار في رحلتهم.

طوال مسيرتي المهنية، خاصةً في الأدوار القيادية داخل المنظمات الدولية والصليب الأحمر اللبناني، أدركت أنني كنت أتبع بشكل طبيعي نموذج GROW حتى قبل أن أعرف وجوده.

بمجرد أن أدركت نموذج GROW، أصبح لدي إطار منهجي لتجاربي السابقة في مساعدة زملائي في تحديد أهداف واضحة لتحقيق أحلامهم. من خلال مناقشة وضعهم ومخاوفهم الحالية، سمح لهم ذلك بالحصول على رؤى حول واقعهم. تعززت اتصالاتنا الصريحة تلك علاقتنا، وأنا تحملت مسؤولية توجيههم. بالتعاون معًا، قمنا بمناقشة الأفكار وصياغة خطط تعززت من الثقة في كثير من الحالات. رؤية نموهم المهني والشخصي كانت رحلة ملهمة بالنسبة لي، مما يؤكد فعالية نموذج GROW في تيسير نجاحهم.

في الختام، نموذج GROW كان أداة لا تقدر بثمن في رحلتي المهنية في مختلف القطاعات. من خلال دمج نموذج GROW في أسلوبك في الكوتشينغ “المرافقة”، يمكنك تحقيق تأثير دائم على تطور الموظفين في مراحل مختلفة من مساراتهم المهنية، مساعدتهم في استخدام قدراتهم وتحقيق أهدافهم.